بقلم: رامي روحي سالم
تعتبر البلديات و المجالس المحلية المسئول المباشر عن إدارة ملف النفايات الصلبة في المدن حول العالم للحفاظ على المدن نظيفة. ففي
الوقت التي تحتل فيه التكنولوجيا المتوفرة (جمع النفايات، النقل، إعادة التدوير، التخزين، المعالجة)، تزداد النداءات الدولية لإعادة النظر إلى مجال إدارة النفايات الصلبة كأداة لحل العديد من المشاكل الاقتصادية، الإجتماعية، و البيئية. و من هذه الأصوات الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" عندما صرح في المؤتمر السنوي لمبادرة كلينتون العالمية عام 2010
" إذا أردتم محاربة التغير المناخي، تحسين الصحة العامة، إيجاد فرص عمل للفقراء و خلق مناخ مناسب للروّاد، فإن أفضل الطرق للوصول لهذا الشيئ هو إغلاق مكبات النفايات"
فيجب على السلطات أن تنظر إلى ملف إدارة النفايات الصلبة بمنظور أشمل بحيث يشمل تحسن عام في صحة الناس و البيئة، استخدام أمثل للمصادر (موارد الطاقة) و تحسين الوضع الإقتصادي. لهذا أصبحت إدارة النفايات الصلبة تحد صعب للجهات المختصة، رجال الأعمال، و المواطنين، فإدارة النفايات الصلبة تحتاج إلى "خلطة سحرية" تنمزج فيها السياسة الإدارية، المسئولية الإجتماعية، القطاع التجاري، و المواطنين.
فنجاح تطبيق نظام فعّال لإدارة النفايات الصلبة يعتمد بشكل كبير على عوامل محلية و إقليمية متعددة في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، و السياسية في المجتمع المحلي. فباللإضافة إلى نظام إدارة يشمل جميع الحلول المتوفرة، ففهم جيد للآلية التي تؤثر فيها العوامل السياسية، الاجتماعية، و الاقتصادية مهمة لتطوير استراتيجية فعّالة لإدارة النفايات الصلبة. فعلى الجهات المسئولة النظر إلى هذا الملف كفرصة للنهوض بالوضع الاقتصادي للمجتمع من خلال خلق آلاف فرص العمل و إنشاء مجال جديد للاستثمار.
فمن أجل التأثير على الطبقة العامة من الناس تجاه إعادة تدوير المخلفات، يجب عليهم أن يشعروا بصورة مباشرة بالفائدة التي تعود عليهم، لذلك كمرحلى أولى يجب تغيير الصورة السيئة في مخيلاتهم عن هذا المجال عن طريق حملات التوعية و المبادرات و الدراسات التفصيلية لكي يشعروا بحجم الفرصة و فوائدها.
الفيديو التالي لمشروع إنشاء وحدة إعادة فرز للنفايات الصلبة في مدينة رفح (فلسطين). تم تنفيذ المشروع عن طريق جمعية أصدقاء البيئة و بتمويل من الوكالة اليابانية للتنمية، فعلي الرغم من الجدل القائم في هذا المجال حول فاعلية المشروع، فقد خلقت العديد من فرص العمل للنساء و ساعدت على تقليل كميات النفايات المرسلة لمكب صوفا. إنها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح و لكن كان الأولى، قبل إنشاء وحدة الفرز، دراسة الحلول و الخيارات للنفايات المفرزة في نهاية خط الانتاج حيث أن هناك الآلاف الأطنان من النفايات المكدسة بسبب عدم وجود أي طريقة لإعادة تدويرها بعد عملية الفرز.
No comments:
Post a Comment